والتعويل فيها على الأمناء الثقات والحصفاء الكفاة المعروفين بالظلف والورع المتنزهين عن النطف والجشع والتقدم إليهم في حفظ أصولها وتوفير فروعها وتثمير غلالها وارتفاعها وصرفها إلى أهلها ومستحقها وفي وجوهها وسبلها ومطالبتهم بحساب ما يجري على أيديهم والاستقراء لآثارهم فيه وأفعالهم وأن يحمد منهم من كفى وكف ويذم من أضاع وأسف وينزل كلا منهم منزلته التي استحقها بعمله واستوجبها بأثره قال الله تبارك وتعالى ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا ) .
وأمره بالاحتياط على أموال الأيتام وإسنادها إلى أعف وأوثق القوام والتقدم إلى كل طائفة بأن يجريهم مجرى ولده ويقيمهم مقام سلالته في الشفقة عليهم والإصلاح لشؤونهم والإشراف على تأديبهم وتلقينهم ما لا يسع المسلم جهله من الفرائض المفترضة والسنن المؤكدة وتخريجهم في أبواب معايشهم وأسباب مصالحهم والإنفاق عليهم من عرض أموالهم بالمعروف الذي لا شطط فيه ولا تبذير ولا تضييق ولا تقتير فإذا بلغوا مبالغ كمالهم وأونس منهم الرشد في متصرفاتهم أطلق لهم أموالهم وأشهد بذلك عليهم فقد جعله الله بما تقلده من الحكم خلفا من الآباء لذوي اليتم وصار بهذه الولاية عليهم مسؤولا عنهم ومجزيا عما سار به فيهم وأوصله من خير أو شر إليهم قال الله تعالى ( وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ) .
وأمره بحفظ ما في ديوانه من الوثائق والسجلات والحجج والبينات