أجله من ليست من طبعه ولا سنخه فهو المحمود بأفعاله التي اختص بها وبأفعال غيره ممن حذاه فيها وبما نفق من بضائع الخير بعد كسادها وبالسابقة التي له في خدمة المطيع لله أولا ثم خدمة أمير المؤمنين ثانيا فإنها سابقة شائع خبرها وجميل أثرها قوية دواعيها متمكنة أواخيها وللمكانة التي خص بها من أمير المؤمنين ومن عز الدولة أبي منصور مولى أمير المؤمنين أيده الله ومن نصير الدولة الناصح أبي طاهر رعاه الله ومن عظماء أهل حوزتهم وأفاريق عوامهم ورعيتهم فلما صدق محمد فراسة أمير المؤمنين ومخايله واحتذى سجايا أبيه وشمائله وحصل له ما حصل من الحرمات المتأثلة والموات المتأصلة أحرز من الأثرة على قرب المدى ما لا يحرزه غيره على بعد المرمى واستغنى أمير المؤمنين فيه عن طول التجربة والإختبار وتكرر الإمتحان والاعتبار فقلده الحكم بين أهل سر من رأى وتكريت والطبرهان والسن والبوازيج ودقوقا وخانيجار والبندنيجين وبوحسابور والراذانين ومسكن وقطربل ونهربوق والدبين وجميع الأعمال المضافة إلى ذلك والمنسوبة إليه وشرفه بالخلع والحملان وضروب الإنعام والإحسان وكان فيما أعطاه من هذا الصيت والمجد ونحله إياه من المفخر العد مبتغيا ما كسبه من الله الرضا والزلفى والسلامة في الفاتحة والعقبى وراعيا لما يوجبه لقاضي قضاته عبيد الله بن أحمد من الحقوق التي أخفى منها أكثر مما أبدى وأمسك عن أضعاف ما أحصى وذاهبا على آثار الأئمة المهديين والولاة المجتهدين في إقرار ودائعهم عند المرشحين لحفظها المضطلعين بحملها من أولاد أوليائهم وذرية نصحائهم إذ كان لا بد للأسلاف أن تمضي وللأخلاف أن تنمي