المعاودة سليم قال الله تعالى ( ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين ) .
هذا عهد أمير المؤمنين إليك وحجته عند الله تعالى عليك وقفك فيه على منهج الصلاح وأعلقك منه إن اتبعته بأسباب النجاح وأدر به عليك خلف السعادة إن أمريته بيد القبول وجمع لك مع احتذائه بدائد المأمول وعطف لديك متى تمثلته شوارد السول وأوجدك ضالة متاعك إن أصغيت إليه سامعا مطيعا وأعاد إن ائتمرت بأوامره شمل أقوالك جميعا وأرادك مرعى النجاة إن نهضت بأعبائه مريعا لم يدخرك فيه شفيفا ولا حقرك إرشادا وتعريفا خلع به ربقة الأمانة عن عنق اجتهاده وأوضح لك ما يسأل غدا عن فعله واعتماده .
فبادر إلى العمل به مسرعا وقم بالمجدود فيه مضطلعا واعلم أن لكل عالم هفوة ولكل جواد كبوة فاغضض عن مطامح الهوى طرفك واثن عن أضاليل الدنيا الغرارة عطفك واخش موقفا تشخص فيه الأبصار وتعدم الأعوان والأنصار يوم ينظر المرء ما قدمت يداه وتنقطع الوسائل إلا ممن أطاع الله واتقاه ينعم عوفك ويأمن يوم القيامة خوفك ومهما عرض لك من شبهة لم تلف مخرجا منها ولا صدرا عنها ولا وجدت لسقبها هناء ولدائها شفاء فطالع حضرة أمير المؤمنين بحالها مستعلما وأنهها إليه مستفتحا باستدعاء الجواب عما أصبح لديك مستغلقا مبهما يمددك منه بما يريك صبح الحق منبلجا وضيق الشك منفرجا عن علم عنده البحر كالقياس إلى أوشال الناس والله تعالى