وقد جمعته وآخرهما الأنساب وجمعته والثاني عصمة أولى الألباب وتوجهت حجة الله عليه بما يرجع من هذه الفضائل إليه وأنه غصن من دوحة أمير المؤمنين التي تحداها الله بالإنذار قبل الخلائق أجمعين إذ يقول لرسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) .
وقد حض تبارك وتعالى على التقوى ووعد عباده عليها الزلفى فقال ( يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) .
وأمره بالاشتمال على ما أسنده إليه أمير المؤمنين من هذه الوقوف مستنفدا طوقه في عمارتها مستفرغا وسعه في مصلحتها دائبا في استغلالها وتثميرها مجتهدا في تدبيرها وتوفيرها وأن يصرف فاضل كل وقف منها بعد الذي يخرج منه للنفقة على حفظ أصله واستدرار حلبه والمؤونة الراتبة للقوام عليه والحفظة له إلى أربابه الذي يعود ذلك عليهم في وجوهها التي سبل لها ووقف عليها واضعا جميع ذلك مواضعه موقعا له مواقعه خارجا إلى الله من الحق فيه مؤديا الأمانة إليه وأن يشهد على القابضين بما يقبضونه من وقوفهم ويكتب البراآت عليهم بما يستوفونه من أموالهم ويستظهر لنفسه بإعداد الشواهد والأدلة على ما ينفقه من أموال هذه الوقوف على مصالحه ويصرفه منها إلى أهلها ويخرجه منها في حقوقها وأبواب برها وسائر سبلها ووجوهها سالكا في ذلك مذهبه المعروف في أداء الأمانة واستعمال الظلف والنزاهة معقبا على من كان ناظرا فيها من الخونة الذين لم يرعوا عهدا ولم يتصونوا عن سحت المطاعم وظلم المآثم .
وأمره باستكتاب كاتب معروف بالسداد مشهور بالرشاد معلوم منه