وإياك وأن يشهروا سيفا يتجالدون به .
وتقدم إليهم أن لا يكون قتالهم في تلك المواضع لمن طرقهم إلا بالرماح مسندين لها إلى صدورهم والنشاب راشقين به وجوههم قد ألبدوا بالأترسة وأستجنوا بالبيض وألقوا عليهم سوابغ الدروع وجباب الحشو فإن صد العدو عنهم حاملين على جهة أخرى كبر أهل تلك الناحية التي يقع فيها كفعل الناحية الأولى وبقية العسكر سكوت والناحية التي صد عنها العدو لازمة مراكزهم منتطقة الهدو ساكنة الريح ثم عملت في تقويتهم وإمدادهم بمثل صنيعك بإخوانهم .
وإياك أن تخمد نار رواقك وإذا وقع العدو في معسكرك فأججها ساعرا لها وأوقدها حطبا جزلا يعرف به أهل العسكر مكانك وموضع رواقك فيسكن نافر قلوبهم ويقوى واهي قوتهم ويشتد منخذل ظهورهم ولا يرجمون بك الظنون ويجعلون لك آراء السوء ويرجفون بك آناء الخوف وذلك من فعلك راد عدوك بغيظه لم يستفلل منك ظفرا ولم يبلغ من نكايتك سرورا .
وإن انصرف عنك عدوك ونكل عن الإصابة من جندك وكانت بخيلك قوة على طلبه أو كانت لك من فرسانك خيل معدة وكتيبة منتخبة وقدرت على أن تركب بهم أكساءهم وتحملهم على سننهم فأتبعهم جريدة خيل عليها الثقات من فرسانك وأولو النجدة من حماتك فإنك ترهق عدوك وقد أمن من بياتك وشغل بكلاله عن التحرز منك والأخذ بأبواب معسكره والضبط لمحارسه عليك موهنة حماتهم لغبة أبطالهم لما ألفوكم عليه من التشمير والجد قد عقر الله فيهم وأصاب منهم وجرح من مقاتلتهم وكسر من أماني ضلالهم ورد من