عطاء وأخذ وفي كل عزل وتولية وفي كل تسليم وتخلية وفي كل إرفاق وإنفاق وفي كل إنعام وإطلاق وفي كل استرقاق وإعتاق وفي كل تكثير وتقليل وفي كل اتساع وتقتير وفي كل تجديد وتعويض وفي كل حمد وتقريض ولاية عامة تامة محكمة محكمة منضدة منظمة لا يتعقبها نسخ من خلفها ولا من بين يديها ولا يعتريها فسخ يطرأ عليها يزيدها مر الأيام جدة يعاقبها حسن شباب ولا ينتهي على الأعوام والأحقاب نعم ينتهي إلى ما نصبه الله للإرشاد من سنة وكتاب وذلك من شرع لله أقامه للهداية علما وجعله إلى احتياز الثواب سلما فالواجب أن يعمل بجزئيات أمره وكلياته .
وأن لا يخرج أحد عن مقدماته .
والعدل فهو الغرس المثمر والسحاب الممطر والروض المزهر وبه تتنزل البركات وتخلف الهبات وتربي الصدقات وبه عمارة الأرض وبه تؤدى السنة والفرض فمن زرع العدل أجتنى الخير ومن أحسن كفي الضرر والضير والظلم فعاقبته وخيمة وما يطول عمر الملك إلا بالمعدلة الرحيمة والرعية فهم الوديعة عند أولي الأمر فلا يخصص بحسن النظر منهم زيد ولا عمرو والأموال فهي ذخائر العاقبة والمآل والواجب أن تؤخذ بحقها وتنفق في مستحقها والجهاد برا وبحرا فمن كنانة الله تفوق سهامه وتؤرخ أيامه وينتضى حسامه وتجري منشآته في البحر كالأعلام وتنشر أعلامه وفي عقر دار الحرب يحط ركابه ويخط كتابه وترسل أرسانه وتجوس خلالها فرسانه فليلزم منه ديدنا ويستصحب منه فعلا حسنا وجيوش الإسلام وكماته وأمراؤه وحماته فهم من قد علمت قدم هجره وعظم نصره وشدة باس وقوة مراس وما منهم إلا من شهد الفتوحات والحروب وأحسن في المحاماة عن الدين الدؤوب وهم