ففتكت به أيديها وكشفت له عن غطاء العواقب التي كانت منه مباديها وأخذه من أخذه أليم شديد وعدل فيه من قال ( وما ربك بظلام للعبيد ) ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ) .
ولما نشرت لواء الإسلام وطواه وعضدت الحق وأضعف قواه وجنيت عقبى ما نويت وجنى عقبى ما نواه وأبيت إلا إمضاء العزم في الشرك وما أمضاه ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله ) ودفعت الخطب الأشق وطلعت أنوار النصر مشرقة بك وهل تطلع الأنوار إلا من الشرق وقال لسان الحق ( فأي الفريقين أحق ) قضى الله تعالى إلى أمير المؤمنين عدة قدمها ثم قضاها وولاه كما ولى جده قبلة يرضاها وانتصر له بك انتصاره لأهل البيت بسلمانه وعماره وأنطق أمير المؤمنين باصطفائك اليوم وبالأمس كنت عقد إضماره وقلدك أمير المؤمنين أمر وزارته وتدبير مملكته وحياطة ما وراء سرير خلافته وصيانة ما اشتملت عليه دعوة إمامته وكفالة قضاة المسلمين وهداية دعاة المؤمنين وتدبير ما