أمير المؤمنين بإمام أقر الله به عينهم وقضى على يده من نصرة الدين دينهم ( لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم ) .
والحمد لله الذي خص جدنا محمدا بشرف الاصطفاء والإجتباء وأنهضه من الرسالة بأثقل الأعباء وذخر له من شرف المقام المحمود أشرف الأنصباء وأقام به القسطاس وطهر به من الأدناس وأيده بالصابرين في البأساء والضراء وحين الباس وألبس شريعته من مكارم الأفعال والأقوال أحسن لباس وجعل النور ساريا منه في عقبه لا ينقصه كثرة الإقتباس ( ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ) .
والحمد لله الذي اختار أمير المؤمنين لأن يقوم في أمته مقامه وهدى بمراشد نوره إلى طرق دار المقامة وأوضح به منار الحق وأعلامه وجعله شهيد عصره وحجة أمره وباب رزقه وسبيل حقه وشفيع أوليائه والمستجار من الخطوب بلوائه والمضمونة لذويه العقبى والمسؤول له الأجر في القربى والمفترض الطاعة على كل مكلف والغاية التي لا يقصر عنها بولائه إلا من تأخر في مضمار النجاة وتخلف والمشفوع الذكر بالصلاة والتسليم والهادي إلى الحق وإلى طريق مستقيم لا يقبل عمل إلا بخفارة ولائه ولا يضل من استضاء بأنجم هدايته اللامعة ولا دين إلا به ولا دنيا إلا معه ليتضح النهج القاصد ولتقوم الحجة على الجاحد وليكون لشيعته إلى الجنة نعم الشافع والرائد وليأتي الله به بنيان الأعداء من القواعد وليبين لهم الذي اختلفوا فيه