لارتفاع طبقتك عن الحاجة إلى استقصائها وللخروج إلى الله من الحق في تضمينه هذه الجمل منها فإذا وصل ذلك إليك مع كرامات أمير المؤمنين المقدم ذكرها لك فالبس خلعه وتقلد سيفه وتحل بحلاه وابرز لمن يليك على حملانه وأظهر لهم ضروب إحسانه وامتنانه وانصب أمامك اللواءين وتكن وتلقب باللقبين وكاتب من تكاتب من طبقات الناس متلقبا بهما متكنيا إلا أمير المؤمنين فإن الأدب أن لا تكاتبه متلقبا بل متسميا وليس ذلك ناقصا لك فيما أعطيته ولا مرتجعا شيئا مما حبيته ولكنه الأمر بالمعروف والرسم المألوف وصل ما بينك وبين أخيك صمصام الدولة وشمس الملة أدام الله الإمتاع بكما بالمودة كما وصله الله بالأخوة واتفقا على مسالمة المسالمين وتعاضدا في محاربة المحاربين فإن ذلك أرأب للصدع وأحتم للبشر وأنظم للشمل وأليق بالأهل .
وأقم الدعوة لنفسك على منابر الممالك بعد إقامتها لأمير المؤمنين وكاتب أمير المؤمنين بأخبارك وطالعه بآثارك واستدع أمره فيما استعجم من التدبير عليك ورأيه فيما استبهم من الأمور دونك واسترشده إلى الحظ يرشدك واستهده في الخطوب يهدك واستمده من المعونة يمددك وأشكر آلاءه يزدك إن شاء الله تعالى .
أطال الله بقاءك وأدام عزك وتأييدك وسعادتك ونعمتك وأمتع أمير المؤمنين بك وبالرغبة فيك وعندك والسلام عليك ورحمة الله وبركاته .
وعلى هذا النمط كتب القاضي الفاضل عهد أسد الدين شيركوه بالوزارة عن