ولي أحمد مذاهبه وأرضى ضرائبه وانصرف عن الدنيا متمسكا بطاعته متدينا بمشايعته حقوقه المتوحدة وحرماته المتمهدة فيمن يخلفه بعده من ولد أمل أن يرث عنه محله ويقوم فيه مقامه وفاء لأهل الولاية وتصرفا على أحكام الرعاية وسياقة للصنيعة من سالف إلى خالف وإمضائها من تالد إلى طارف .
هذا على الأمر الجامع والعموم الشامل فإذا أتفق أن منتهى وراثة القرب إليه والمنازل لديه إلى النجباء الأفاضل والحصفاء الأماثل الذين يستحبون استئناف الإصطناع لهم واستقبال التفويض إليهم بالمناقب الموجودة فيهم لو انفردت عما حازوه عن آبائهم وأوليائهم أجرى أمير المؤمنين ما يفضيه عليهم من الأيادي ويرقيهم إليه من هضاب المعالي مجرى الأمر الواجب الذي كثرت الدواعي إليه واتفق الرأي والهوى عليه وتطابق الإيثار والإختبار فيه واقترن الصواب والسداد به واشترك المسلمون في استثمار فائدته وعائدته والإنتفاع بتأديته وعاقبته والله يخير لأمير المؤمنين فيما يمضيه من العزائم ويبنيه من الدعائم ويعتمده من المصالح ويتوخاه من المناجح إنه على ذلك قدير وبه جدير وهو حسب أمير المؤمنين ونعم الوكيل .
وقد علمت أدام الله عزك وأمتع أمير المؤمنين بك أن شجرة بيتك هي التي تمكنت في الخدمة أصولها والفضيلة منوطة بها وأسباب التمام والدوام مجتمعة فيها فلذلك سبغت النعمة عليك وامتد ظلها إليكم ونقلت