بأنه لم يبق عن تقليدك الممالك الإسلامية بحمد الله تعالى عذر فاختارك على علم العالمين واجتباك للذب عن الإسلام والمسلمين واستخار الله تعالى في ذلك فخار وأفاض عليك من بيعته المباركة مع فخرك المشتهر حلل الفخار وعهد إليك في كل ما اشتملت عليه دعوة إمامته المعظمة وأحكام خلافته التي لم تزل بها عقود الممالك في الطاعة منظمة وفوض إليك سلطنة الممالك الإسلامية برا وبحرا شاما ومصرا قربا وبعدا غورا ونجدا وما سيفتحه الله عليك من البلاد وتستنقذه من أيدي ذوي الإلحاد وتقليد الملوك والوزراء وقضاة الحكم العزيز وتأمير الأمراء وتجهيز العساكر والبعوث للجهاد في سبيل الله ومحاربة من ترى محاربته من الأعداء ومهادنة من ترى مهادنته منهم وجعل إليك في ذلك كله العقد والحل والإبرام والنقض والولاية والعزل وقلدك ذلك كله تقليدا يقوم في تسليم الممالك إليك مقام الإقليد ويقضي لقريبها وبعيدها بمشيئة الله تعالى بمزيد التمهيد والتشييد لتعلم أن الله قد جعل الأيام الشريفة الحاكمية أدامها الله تعالى فلكا أبدى سالفا من البيت الشريف المنصوري أقمارا وأطلع منهم آنفا بدرا ملأ الخافقين أنوارا فكلما ظهرت لسلفه مآثر بدت مآثر خلفه أظهر ومن شاهدهم وشاهد شمس سعادته المنزهة عن الأفول قال هذا أكبر وكلما ذكر لأحدهم فضل علم أنه في أيامه متزيد وأنه إن مضى منهم سيد في سبيله فقد قام بأطراف الأسنة منهم سيد وصير الدولة الشريفة الخليفية غابا إن غاب منهم أسود خلفهم شبل بشرت مخايله أنه عليها يسود .
فليتقلد السلطان الملك الناصر ما قلده أمير المؤمنين وليكن لدعوته الهادية من الملبين وعليها من المؤمنين وليترق إلى هذه الرتبة التي استحقها بحسبه واسترقها بنسبه وليباشرها مستبشرا ويظهر من شكر الله تعالى عليها ما يغدو به مستظهرا فقد أراد أمير المؤمنين القيام في نصرة الدين الحنيف فأقامك