سليمان المتقدم ذكره وهذه نسخته هذا عهد شريف تشهد به الأملاك لأشرف الملوك وتسلك فيه من قواعد العهود المقدسة أحسن السلوك من عبد الله ووليه الإمام الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين للسلطان الملك المنصور حسام الدنيا والدين أبي الفتح لاجين المنصوري أعز الله سلطانه .
أما بعد فالحمد لله مؤتي الملك من يشاء من عباده ومعطي النصر من يجاهد فيه حق جهاده ومرهف حسام انتقامه على من جاهر بعناده ومفوض أمر هذا الخلق إلى من أودعه سر رأفته في محبته ومراد نقمته في مراده وجامع كلمة الإيمان بمن اجتباه لإقامة دينه وارتضاه لرفع عماده ومقر الحق في يد من منع سيفه المجرد في سبيل الله أن يقر في أغماده وناصر من لم تزل كلمة الفتوح مستكنة في صدور سيوفه جارية على ألسنة صعاده وجاعل ملك الإسلام من حقوق من إذا عد أهل الأرض على اجتماعهم كان هو المتعين على انفراده الذي شرف أسرة ملك الإسلام باستيلاء حسام دينه عليها وزلزل ممالك أعدائه بما بعث من سرايا رعبه إليها وثبت به أركان الأرض التي ستحتوي ملكه في طرفيها وضعضع بسلطانه قواعد ملوك الكفر فودعت ما كان مودعا لأيامه من ممالك الإسلام في يديها وأقامه وليه بأمره فلم يختلف عليه إثنان من خلقه وقلده أمر بريته لما أقدره عليه من النهوض بحقهم وحقه وأظهره على من نصب له الغوائل ( والله غالب على أمره ) ونصره في مواطن كثيرة لما قدره في القدم من رفعة