لك وعده كما أنجزه لمن جعلهم أئمة لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون والله سبحانه يهدي إليك تحية من عنده مباركة طيبة ويسدي إلى مقام شرفك سحابة رحمة غدقة صيبة ويجعل ما رآه أمير المؤمنين من ولايتك عهده وكفالتك للأمة بعده للمسرات ناظما وللمساءات حاسما وللبركات جامعا وللباطل خافضا وللحق رافعا وأمر أمير المؤمنين أن يعين على رجال من اولياء دولته ووجوه شيعته وأنصار سريته عدة يكون إليك اعتزاؤها وبك اعتزازها وببابك العالي إقامتها وإلى جنابك انحيازها فتكون موسومة بالعبودية ومتعرضة بالولاء للسعادة الأبدية فتمتثل على ما تمثله من المراسم وتتصرف على ما تصرفها عليه من العزائم وتكون أبدا لما ينفذ عنك من أحكام الهبات والمكارم وتقوم من ملازمة الخدمة في مواكبك بما هو لكل خادم فرض لازم وتسارع في مطالبك إلى ما يسارع إليه الحازم وتجود يا سماء الإنعام بالغدق الساجم وتقدر لها من الواجبات والزيادات ما تقتضيه همم المكارم تبذل في الخدمة الاجتهاد وتنافس فيما تستمد به الحظوة بحضرته والإحماد وعرضها من الإحسان الجم للازدياد وبلغها المراد بما تبلغ بها من المراد لتتشرف بأن تكون تحت ركابه العالي متصرفة وتفتخر بأن تكون أنسابها باسمه العالي متشرفة إن شاء الله تعالى .
المذهب الثالث أن يفتتح العهد بعد البسملة بخطبة مفتتحة ب الحمد لله ثم يأتي بالبعدية ويأتي بما يناسب الحال على نحو ما تقدم وعليه عمل أهل زماننا مع الاقتصار على تحميدة واحدة والاختصار في القول .
وهذه نسخة أوردها علي بن خلف من إنشائه في كتابه مواد البيان لترتيب الكتابة في زمن الفاطميين وهي