واما الجهاد فيكتفي باجتهاد القائم عن أمير المؤمنين بأموره المقلد عنه جميع ما وراء سريره وأمير المؤمنين قد وكل إليه خلد الله سلطانه عناء الأيام وقلده سيفه الراعب بوارقه ليسله واجده على الأعداء وإلا سل خباله عليهم في الأحلام ويؤكد أمير المؤمنين في ارتجاع ما غلب عليه العدا وانتزاع مابأ بأيديهم من بلاد الإسلام فإنه حقه وإن طال عليه المدى وقد قدم الوصية بأن يوالي غزو العدو المخذول برا وبحرا ولا يكف عمن يظفر به منهم قتلا وأسرا ولا يفك أغلالا ولا إصرا ولا ينفك يرسل عليهم في البحر غربانا وفي البر من الخيل عقبانا يحمل فيهما كل فارس صقرا ويحمي الممالك ممن يحوز أطرافها بإقدام ويتخول أكنافها الأقدام وينظر في مصالح القلاع والحصون والثغور وما يحتاج إليه من آلات القتال وما تجتاح به الأعداء ويعجز عنه المحتال وأمهات الممالك التي هي مرابط البنود ومرابض الأسود والجناح الممدود ويتفقد أحوالهم بالعرض بما لهم من خيل تعقد بالعجاج ما بين السماء والأرض وما لهم من زرد مصون وبيض مسها ذائب ذهب فكانت كأنها بيض مكنون وسيوف قواضب ورماح لكثرة طعنها من الدماء خواضب وسهام تواصل القسي وتفارقها فتحن حنين مفارق وتزمجر القوس زمجرة مغاضب .
وهذه جملة أراد أمير المؤمنين بها تطييب قلوبكم وإطالة ذيل التطويل على مطلوبكم وماؤكم وأموالكم وأعراضكم في حماية إلا ما أباح الشرع