منها في عسرته ويسرته لا تجزئه واحدة منها عن حجة الإسلام وعمرته وصوم الدهر خلا المنهي عنه من أيام السنة وصلاة ألف ركعة في كل ليلة لا يباح له دون أدائها غمض ولا سنة لايقبل الله منه صرفا ولا عدلا ولا يؤجر على شيء من ذلك قولا ولا فعلا متى ورى في ذلك أو استثنى أو تأول أو استفتى كان الحنث عليه عائدا وله إلى دار البوار قائدا معتمدا في ذلك أشد المذاهب في سره وعلانيته على نية المستحلف له دون نيته وأمضوها بيعة محكمة المباني ثابتة القواعد كريمة المساعي جميلة المقاصد طيبة الجنى جليلة العوائد قاطعة البراهين ظاهرة الشواهد وأشهدوا على أنفسهم بذلك من حضر مجلس هذا العقد من قضاة الإسلام وعلمائه وأئمة الدين وفقهائه بعد أن أشهدوا الله عليهم وكفى بالله شهيدا وكفى به للخائنين خصيما ( فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما ) والله تعالى يجعل انتقالهم من أدنى إلى أعلى ومن يسرى إلى يمنى ويحقق لهم بمن استخلفه عليهم وعده الصادق بقوله تعالى ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ) إن شاء الله تعالى .
المذهب الرابع مما يكتب في بيعات الخلفاء أن يفتتح البيعة بلفظ هذه البيعة ويصفها ويذكر ما يناسب ثم يعزي بالخليفة الميت ويهنيء بالخليفة المستقر ويذكر في حق كل منهما ما يليق به من الوصف على نحو مما تقدم .
وهذه النسخة بيعة أنشأها المقر الشهابي بن فضل الله على ما رأيته في الجواهر الملتقطة المجموعة من كلامه للإمام الحاكم بأمر الله أبي