المناقب والفضائل وأيده بالتوفيق في قوله وفعله فأربى على الأواخر والأوائل ودلت سيرته الفاضلة على أنه قد عمر ما بين الله وبينه وحكمت سنته العادلة أن كل مدح لا يبلغ ثناؤه وكل وصف لا يقع إلا دونه والله يضاعف نعمه عنده ولديه ويفتح لأمير المؤمنين مشارق الأرض ومغاربها على يديه وهذا يحقق أن الإسلام قد أحدث له قوة وتمكينا وأن ذوي الإيمان قد ازدادوا إيمانا واستبصارا ويقينا فيجب عليكم لأمير المؤمنين أن تدخلوا في بيعته منشرحة صدوركم طيبة نفوسكم مجتهدين له في خدمة تقابلون بها إحسانه متقربين إليه بمناصحة تحظيكم عند الله سبحانه عاملين بشرائط البيعة المأخوذة على أمثالكم الذين يتبعون في فعلهم ويقع الإجماع بمثلهم ولكم على أمير المؤمنين أن يكون بكم رحيما وعن الصغائر متجاوزا كريما وبالكافة رؤوفا رفيقا وعلى الرعايا عطوفا شفيقا وأن يصفح عن المسيء ما لم يأت كبيرة ويبالغ في الإحسان إلى من أحسن السيرة ويولي من الإفضال ما يستخلص الضمائر ويسبغ من الإنعام ما يقتضي نقاء السرائر وأمير المؤمنين يسأل الله أن يعرفكم بركة إمامته ويمن خلافته وأن يجعلها ضامنة بلوغ المطالب كافلة لكافتكم بسعادة المباديء والعواقب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
المذهب الثالث أن تفتتح البيعة بعد البسملة بخطبة مفتتحة بالحمد لله ثم يؤتى بالبعدية ويتخلص إلى المقصود وقد يذكر السلطان القائم بها وقد لا يذكر وعلى ذلك كانت تكتب بيعات خلفاء بني أمية بالأندلس ومن ادعى الخلافة ببلاد المغرب .
وهذه نسخة بيعة كتب بها طاهر الأندلسي في أخذ البيعة على أهل