والإشارة وإليه أوحى بالنص وإن لم يفصح فيه بالعبارة وكان والده الأمير أبو القاسم قدس الله روحه بمنزلة الأشجار التي يتأنى بها إلى أن يظهر زهرها والأكمام التي ينتظر بها إلى أن يخرج ثمرها والزرجونة التي نقلت الماء إلى العنقود والسحابة التي حملت الغيث فعم نفعه أهل السهول والنجود ومما يبين ذلك ويوضحه ويحققه ويصححه وتثلج به للمؤمنين صدور وتقوى أفئدة وتشهد البصائر أن النعمة به على الإسلام متتابعة متجددة أن الأمرين إذا تشابها من كل الجهات وكانت بينهما مدد متطاولات متباعدات فالسابق منهما يمهد للتالي والأول أبدا رمز على الثاني ولا خلاف بين كافة المسلمين في أن الله تعالى أمر جدنا محمدا بعقد ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلى الله عليه فعقدها له يوم غدير خم وأمير المؤمنين علي ابن عمه وكان له حينئذ عم حاضر وأمضى ما أمر به والإسلام يومئذ غض وعوده ناضر وكذلك أن أمير المؤمنين هو ابن عم الإمام الآمر بأحكام الله أمير المؤمنين وقد نص مع حضور عمومته عليه وفعل ما فعل نده رسول الله اقتداء به وانتهاء إليه وكان أبو علي المنصور الإمام الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين صلوات الله عليه جعل ابنه عبد الرحيم إلياس ولي عهد المسلمين وميزه بذلك على كافة الناس أجمعين ونقش اسمه في السكة وأمر بالدعاء له على المنابر وبمكة وألبسه شدة الوقار المرصعة بالجوهر واستنابه عنه إمام الأعياد في الصلاة وفي رقي المنبر وأقامه مقام نفسه في الاستغفار لمن يتوفى من خواص اوليائه وفي الشفاعة لهم بمتقبل مناجاته ومسموع دعائه مع علمه أنه لا ينال رتبة الخلافة ولا يبلغ درجة الإمامة وأن الإمام الظاهر لإعزاز دين الله صلى الله عليه هو الذي خلق لها وحين حمل أعباءها أقلها وما استثقلها وإنما تحت ذلك معنى لطيف غامض وسر عن جمهور الناس مستتر وبرقه لأولي البصائر وامض وهو أن مكنون الحكمة ومكتوم علم الأمة يدلان على أن الإمام المنصور أبا علي سيفعل فيمن