يقلد في التقاليد لتوهمهم الاكتفاء بلفظ تقليد عنها ولم يعلموا ان يقلد فوق يفوض كما تقدم على أن المقر الشهابي بن فضل الله قد صرح بذلك في التعريف كما سيأتي في موضعه إن شاء الله تعالى .
الرابعة لفظ الاستقرار والاستمرار مثل أن يقال أن يستقر في كذا أو يستمر في كذا ولفظ يستقر مختص بالمستجد ولفظ يستمر مختص بالمستقر ويكونان مع المجلس السامي بالياء والمجلس السامي بغير ياء لأرباب السيوف والأقلام وغيرهم أما المجلس العالي فإن كانت مكاتبته تفتتح بالدعاء مثل أدام الله تعالى نعمة المجلس العالي كنائب السلطنة بالكرك فإنه يقال فيه أن يفوض إليه وإن كانت مكاتبته تفتتح بصدرت هذه المكاتبة كنائب القدس ونحوه فإنه يقال فيه أن يستقر .
الخامسة لفظ الترتيب مثل أن يقال أن يرتب في كذا ويكون مع مجلس مضافا مثل مجلس الأمير ومجلس القاضي ونحوهما وربما استعملت مع السامي بغير ياء .
السادسة لفظ التقدم مثل أن يقال أن يقدم فلان على الطائفة الفلانية ونحو ذلك .
قلت وهاتان المرتبتان أعني السادسة والخامسة قد ذكرهما المقر الشهابي بن فضل الله في التعريف فقال وقد يقال أن يرتب وأن يقدم وهما موجودان في كتابة معاصريه بمصر والشام أما كتاب زماننا فقد رفضوهما جملة وأضربوا عن استعمالهما بكل حال واكتفوا عنهما بالمرتبة الرابعة وهي لفظ الاستقرار والواجب إثباتهما لتفاوت ما بين المراتب على أن استعمال لفظ يرتب موجود في كلامهم بكثرة ولفظ يقدم لم يستعملوه إلا في النزر اليسير والله أعلم وهذه اللفاظ تقع في الطرة وفي أثناء الكلام على حد واحد