المقصود من غير تعريض بالأول .
ومنها أن يتخير الكلام والمعاني فإنه مما يشيع ويذيع ولا يعذر المقصر في ذلك بعجلة ولا ضيق وقت فإن مجال الكلام متسع والبلاغة تظهر في القليل والكثير .
قلت ومنها أن يحرص الكاتب على أن تكون نهاية السجعة الأولى في السطر الأول أو الثاني ولا يؤخرها عن ذلك ومما كان يراعى في ذلك أن تكون الخطبة من أولها إلى آخرها على روي واحد في السجع وكذلك الدعاء في أول صغار التواقيع والمراسيم المبتدأة بلفظ رسم بخلاف ما بعد ذلك إلى آخر ما يكتب فإنه يتفق فيه روي السجعتين والثلاث فما حولها ثم يخالف رويها إلى غيره ولايكلف الكاتب الإتيان بجميعها على روي واحد وعلى ذلك كانت طريقة فحول الكتاب بالدولة التركية كالقاضي محيي الدين بن عبد الظاهر والشيخ شهاب الدين محمود الحلبي والمقر الشهابي بن فضل الله ومن عاصرهم إلا في القليل النادر فإنه ربما وقع لبعضهم مخالفة روي الخطبة وإلى هذا قد جنح غالب كتاب ديوان الإنشاء في زماننا ومالوا إليه لما في التزام الروي الواحد في جميع الخطبة من التكلف وعسر التلفيق على من يتعاناه .
ثم الكلام فيما يكتب في الولاية قد يكون جميعه بلفظ الغيبة مثل أن يقال عهد إليه بكذا او قلده كذا أو فوض إليه كذا أو أن يستقر في كذا ونحو ذلك ثم يقال وأمره بكذا او ونحن نوصيه بكذا او فعليه بكذا وما