صلاة طيبة تعبق تأريجا وتضوع تعريفا وعلى آله وأصحابه الطاهرين الذين حضروا حروبا وشهدوا زحوفا والدعاء لسيدنا الإمام أمير المؤمنين في نصر عزيز يؤنس مذعورا ويؤمن مخوفا فإني كتبته كتب الله لكم دعة حافظة وأمانا وتصديقا بآيات الله البينة وبرهانا من موضع كذا عند ما طرأ علينا ما كحل العيون بقذاها ومنعها لذيذ كراها وأخفق الضلوع الحانية وأقلق مصارين حشاها وهو أن الله D ذكر عباده إن نفعت الذكرى ونبههم إن تنبهوا ولم يأمنوا منه كيدا مبيرا ولا مكرا وذلك بزلزال قضى به على قرطبة وبعض أعمالها وملأ نفوس ساكنيها من روعاتها وأوجالها وحالت لذلك في الخوف والارتفاع أقبح حالها حتى نحوا إلى الاستكانة والضراعة وأطاع الله من لم يكن له قبل ذلك طاعة وخشوا بل كانوا يوقنون أنها زلزلة الساعة .
وكان من عظيم آثارها وكريه إيرادها وإصدارها انهدام القبة العظمى في المسجد الجامع صانه الله وكانت قبة أسس على التقوى بناؤها وذهب في المشارق والمغارب ذكرها العاطر وثناؤها وتهدمت بسبب ذلك الهدم ديار كثيرة وحدث به حوادث مبيرة .
وأما تلوكة من أعمالها وكان فيها مبنى من مباني الروم فإنه غادرها قاعا صفصفا وقرا نفنفا واضطر ذلك الخطب الفادح والريح القادح إلى أن خرج السيد أبو اسحاق وكافة أهل قرطبة من ديارهم وفروا من الموت بأقواتهم وأصحابهم ثم إن الله عزوجل تدارك بالرحمى وكشف تلك الغمى جعل الله ذلك صقلا لقلوبنا وتوبة عما سبق من ذنوبنا وعصمنا من جرمنا الموبق وحوبنا وأولانا وإياكم أمنا من الغير وازدجارا بما ظهر من العبر وجعل كلانا جميل الحوادث طيب الخبر بمنه والسلام الطيب المبارك ورحمة الله وبركاته