كاره لأن ينظر إليك بعين الاستقلال حتى لقد أخرجت الأضغان وقبحت الإحسان وزهدت في اصطناع المعروف وإغاثة الملهوف والناس منك بين أسرار تفشى وبوائق تخشى وشناعات واردة ونوادر باردة ودك تخلق وشكرك تملق .
ومنه لسعيد بن حميد .
رجل يعنف بالنعم عنف من قد ساءته بمجاورتها ويستخف بحقها استخفاف من لا يخف عليه محملها ويقصر في شكرها تقصير من لا يعلم أن الشكر يرتبطها ومن كانت هذه حاله في اختياره لنفسه فكيف أرجو حسن اختياره لي ومن كان في مدة من ابتلاء الله بعيدة ما بين الطرفين لا أدري أينفذ بي الأجل إلى أقصاها أم يقصر بي في أدناها فكيف يتسع الصدر للصبر عليه إن الله لا يخاف الفوت فهو يمهله وإنه إن مات لم يخرج من سلطان الله جل وعز إلى سلطان غيره فيعاجله وأنا على خوف من إعجال المدى عن بلوغ مناي فأذهب حرجا صدري وعلى ثقة من الشغل في الآخرة بنفسي عن التشفي من أهل عداوتي وترتي وأحمد الله على المحنة وأسأله تعجيل روح النعمة وفسحة العافية .
النوع السادس عشر في الأخبار .
قال في مواد البيان كتب الأخبار وإن كانت من الكتب الكثيرة الدوران في الاستعمال فليست مما يمكن تمثيله ولا حصر المعاني الوامقة