ووثوقا بما يتحققه المولى من خالص مودته في باطنه وظاهره حرسه الله ووفقه وفتح له باب السعادة ولا أغلقه بمنه وكرمه .
زهر الربيع .
جواب عتاب .
زاد الله جنابه حنانا وأسبغ عليه إنعاما وإحسانا وخلد له على كل عدو سلطانا .
ولا زالت همته سماء لمناكب الكواكب وأياديه تفيض على الأولياء غرائب الرغائب ولا برحت سحائب إنعامه هامية وقطوف إحسانه دائمة دانية وشرائع مياه جوده تجفف جفونا من الفاقة دامية .
المملوك يجدد خدمته ويواتر للمولى أدعيته ويعترف بمننه التي أقرت بها ألسنة جوارحه فلا يستطيع أن ينكرها ويغترف بيد تضرعه من بحار جوده التي تثعب الولي من سحابها إلى كل ولي وتقذف له جواهرها .
وينهي ورود المكاتبة والعلم بمضمونها والاحتواء على سائر معاني فنونها وما أشار إليه من العتب الذي يرجو به بقاء الوداد واستصحاب حال التواصل من غير نفاد والمملوك فلا ينكر ذنبه ولا يتنصل ولا يتوصل بل يعترف بجرمه وقلة خدمه ويستمسك بالعروة الوثقى من إحسانه وحلمه ويسأل مكارمه إجراءه على عادته بالصفح عنه ورسمه وهو يرجو أن أم هذه الهفوة لا تلد لها أختا وأنه لا يعتمد إلا ما يزيده إلى المولى مقة ويزيل مقتا فإن معاتبة مولانا قد وعتها أذن واعية ومراضيه لا تخفى على المملوك بعد ذلك منها خافية إن شاء الله تعالى .
آخر أسعد الله المجلس وعطف للأولياء قلبه ونصر كتائبه وأنفذ كتبه وأرهف في نصرة الإسلام سنانه وعضبه وألهم حبة قلب الزمان حبه وأقدره على الحلم الزائد حتى يغفر به لكل مذنب ذنبه .
وينهي ورود الكتاب الذي أعدته يد مولانا فصار كريما وكسته عبارته