وبكتابه قدوة واحتذاء فالله نسأل الخيرة في قضائه والبركة فيما يقوم بناؤك عليه .
ومنه تصل رحما وتعقد سببا وتحدث نسبا وتجدد وصلة وتؤكد ألفة .
رقعة من خصه الله تعالى بما خص به سيدي من طهارة الأعراق والأنساب وشرف الأخلاق والآداب وأفرده باجتماع خلال الخير المتفرقة في الأنام وعطر بثنائه ملابس الأيام رغب الأحرار في مواصلته وهان عليهم بذل الوجه في اختطاب ممازجته والتماس مواشجته ومناسبته وجدير من رغب إليه وطلب ما لديه واختير للمشابكة في الولد واللحمة والمشاركة في المال والنعمة أن يجيب ولا يمنع ويصل ولا يقطع مصدقا لأمل من أفرده بارتياده وتوحده باعتماده عارفا حق ابتدائه بالثقة التي لا يجوز رد من اعتقدها ولا صد من حسن ظنها وقد علم الله تعالى أن مضى للمملوك مدة طويلة وهو يبحث متطلبا مربعا للتأهل مؤثرا لعمارة المنزل راغبا في سكن تطمئن النفس إليه وتعتمد في الفواتح والمصاير عليه وكلما عرض للمملوك بيت أباه أو ذكر له جناب قطع عنه رجاه لعدم بعض الشروط التي يريدها فيه وتعذرها عليه فلما قرع سمعه ذكر سيدي علم أنه الغاية التي لا مرقى بعدها والنهاية التي لا مطمح وراءها وأنه قد ظفر بالثقة ووصل إلى الأمنية ووجد من يجمع الخلال المرضية ويزيد ويحوز من الفضل الشأو البعيد وكتب المملوك هذه الرقعة خاطبا كريمته فلانة ليكون لها كالغمد الضامن للمهند والجلد الحافظ للمجلد ويكون لمولانا كالولد البر بأبيه ولأخيها كالصنو الشفيق على أخيه فإن رأى سيدي أن يتدبر ما كتبه المملوك ويتسمع من توكيد رقعته ويجيبه إلى ما سأله فله علو الرأي في ذلك إن شاء الله تعالى