( يا منية النفس ويا مالكي ... مذ غبت عني لم تنم مقلتي ) .
( إن بنت عن عيني برغمي فقد ... سكنت في قلبي وفي مهجتي ) .
لا أوحش الله من طلعته ولا أخلى من كريم مساعدته وجمع شمل الأنس بخدمته .
المملوك يشكو من المولى فراقا أوجب له على نفسه فرقا وجيش صدود منحه من العزائم طوائف وفرقا وداء صبابة كلما ترجى الإفراق منه ازداد تلهبا وحرقا ووجوب قلب تحتم لغيبته ووجب ودمع عين يمحو مهما عبر عنه لسان قلمه أو كتب وقد أطال الهجر تألمه وعتبه وأطار سنته ولبه مذ وصل المولى غيره وقطع عنه كتبه والمولى يعلم أن المملوك لفظ والمولى معناه وسعده شخص وأنت وجهه الميمون ويمناه فيواتر إرسال مكاتباته ويتحف بمأثوره ولباناته ويعطر بذكره الجميل الأماكن ويشنف المسامع كما شرف بحلوله فيها الأضالع والله يديمه ويمده بالإسعاف والإسعاد وينصره على الأضداد والحساد - وافر - .
( أقاسي من بعادك ما أقاسي ... وقلبك راحم وعلي قاسي ) .
( واحمل من نواك بضعف نفس ... عناء يعجز الشم الرواسي ) .
( وتبعدني وأمرك إن أتاني ... جعلت محله عيني وراسي ) .
قرب الله أوبته وعجل رؤيته وحرس نفسه من الغير والحادثات وصان حجابه المنيع عن الملمات المؤلمات وجمل الأيام بوجوده والأنام بجوده ولا زالت الدنيا به مجملة وأعناق أبنائها لمننه متحملة