أحدها رسم ما يجب أن يرسم لكل من العمال والمكاتبين عن السلطان ومخاطبتهم بما تقتضيه السياسة من أمر ونهي وترغيب ووعد ووعيد وإحماد وإذمام .
والثاني استخراج الأموال من وجوهها واستيفاء الحقوق السلطانية فيها .
والثالث تفريقها في مستحقها من أعوان الدولة وأوليائها الذين يحمون حوزتها ويسدون ثغورها ويحفظون أطرافها ويذبون عنها وعن رعاياها وغير ذلك من وجوه النفقات الخاصة والعامة ومعلوم أن هذه الأعمال لا يقوم بها إلا كتاب السلطان ولا سبيل للكتاب إلى الكتابة فيها إلا بالتدبر في صناعة الكتابة فهي إذن من أشرف الصنائع لعظيم عائدتها على السلطان ودولته قال الجاحظ من أبين فضلها أن جعلت في علية الناس قال صاحب مواد البيان وقد عرف أن الذين وضعوها وابتدهوها ورسموا رسومها هم الأنبياء عليهم السلام .
وقد ذكر علماء التاريخ أن يوسف عليه السلام كان يكتب للعزيز وهارون ويوشع بن نون كانا يكتبان لموسى عليه السلام وسليمان بن دواد كان يكتب لأبيه وآصف بن برخيا ويوسف بن عنقا كانا يكتبان لسليمان عليه السلام ويحيى بن زكريا كان يكتب للمسيح عليه السلام .
وقد انتقل جماعة منها إلى الخلافة فأبو بكر كان يكتب لرسول الله ثم صارت الخلافة إليه بعد ذلك وعمر بن الخطاب كان يكتب للنبي ثم صارت الخلافة إليه وعثمان بن عفان كان يكتب للنبي ثم كتب لأبي بكر بعده ثم صارت الخلافة إليه ومعاوية كان يكتب للنبي ثم صارت الخلافة إليه بعد الحسن ومروان بن الحكم كان يكتب لعثمان بن عفان ثم صار الأمر