تهدي إليه سلاما يعز عليه أن يتبع بالتعزية وثناء يشق عليه أن يطارح حمائم سجعه المطربة بحمائم الشجو المبكية المنكية وتوضح لعلمه ورود مكاتبته المؤلمة فوقفنا عليها إلا أن الدمعة ما وقفت وخواطر الإشفاق عليه وعلى من عنده طفت حرقها وما انطفت وعلمنا ما شرحه ولم يشرح الصدر على العادة من وفاة الولد فلان سقى الله عهده ولحده ونضر وجهه وتغمد بالرضوان خاله وخده وما بقي إلا التمسك بأسباب الصبر والتفويض إلى من له الأمر والدنيا طريق والآخرة دار ودهليزها القبر وللمرء من تثبته وازع والاجتماع بالأحبة الراحلين واقع إن لم يصيروا إلينا صرنا إليهم وإن لم يقدموا في الدار الفانية علينا قدمنا في الدار الباقية عليهم نسأل الله تعالى أن يجمعنا في مستقر رحمته ويحضرنا مع الأطفال أو مع المتطفلين ولائم جنته والله تعالى يدارك بالصبر الجميل قلبه ولا يجمع عليه فقد الثواب وفقد الأحبة .
الشيخ شهاب الدين محمود الحلبي .
رزقه الله تعالى ثباتا على رزيته وصبرا وجعل له مع كل عسر يسرا وأبقاه مفدى بالأنفس والنفائس وكان له أعظم حافظ من نوب الدهر وأجل حارس .
المملوك ينهي علمه بهذه النازلة التي فتتت القلوب والأكباد وكادت أن تفرق بين الأرواح والأجساد وأذالت ذخائر العيون وابتذلت من المدامع كل مصون وأذابت المهج تحرقا وتلهبا وجعلت كل قلب في ناري الأسى والأسف متقلبا وهي وفاة ولده الذي صغر سنه وتزايد لفقده هم المملوك وحزنه - طويل - .
( ونجلك لا يبكي على قدر سنه ... ولكن على قدر المخيلة والأصل )