ومقادمه وأخذ من الابتهاج بأوفى قسمه وسأل الله تعالى أن يبارك له في عطيته ويردفه بزيادته ويوفر عدده ويشد بصالح الولد عضده ويجنيه من هذا القادم ثمار المسرة ويري عينه منه أقر قره ويشفع المنحة في موهبته بإطالة مدته .
وفيه وينهي أن أفضل النعم موقعا واشرفها خطرا وموضعا نعمة الله تعالى في الولد لزيادتها في العدد وقوة العضد وما يتعجل من عظم جمالها وزينتها ويرجى من حسن مآلها وعاقبتها في حفظ النسب والأصل وحسن الخلافة على الأهل وجميل الذكر والثناء ومتقبل الاستغفار والدعاء وقد اتصل بالمملوك بزوغ هلال سماء المجد ومتعلق الإقبال والسعد فأشرقت الأيام بإشراقه ووثقت الآمال باجتلائه واتساقه فقام المملوك عن مولانا بشكر هذه النعمة المتجددة والموهبة الراهنة الخالدة وهنأت نفسي بها وأخذت بحظي منها والله تعالى يعرفه يمن المولود من أطهر والدة وأطيب والد ويعمر به منزله ويؤنس ببقائه رحله ويبلغ محبيه من الآمال فيه ما بلغهم في الماجد أبيه إن شاء الله تعالى .
وفيه وينهي أن نعم الله تعالى وإن كانت على مولانا متظاهرة ولديه متناصرة فقد كان المملوك يرغب إلى الله تعالى في أن يجمل الأيام من نسله بمن بحفظ عليها شرف أصله ويخلفه بعد العمر الطويل في نبله وكرم فعله ولما اتصل بالمملوك نبأ هذا الهلال البازغ في سمائه المقر لعيون أوليائه المخيب لظنون أعدائه حمدت الله تعالى على موهبته وسألته إقرار نعمته وأن يعرف مولانا بركة قدمه ويمن مقدمه ويوفر حظه من زيادته وسعادة وفادته وأن يجعله برا تقيا مباركا رضيا ويفسح في أجله ويبلغه فيه أمله إن شاء الله تعالى .
من كلام المتأخرين .
الشيخ شهاب الدين محمود الحلبي - كامل