ثوب براعته فأصبح منظره وسيما واستنشق عرف نسيمه المبارك فطاب شميما وعلم المملوك منه شدة عتبه ومر التجني الذي ظهر من حلو لفظه وعذبه ولم يعرف لعتبه موجبا ولا لتغير مودته سببا فإنه ما حاد عن طريق ولائه ولا حال ولا زلت قدمه عنه ولا زال ولا ماد عن منهج المودة ولا مال وما فتيء لمحاسنه ناشرا ولإحسانه شاكرا فإن كان قد نقل عنه إلى مولانا شيء أزعجه وأخرجه عن عادة حلمه وأحرجه فإن الوشاة قد اختلقوا قولهم ونقلهم وقصدوا تشتيت المصاحبة شتت الله شملهم - طويل - .
( وقد نقلوا عني الذي لم أفه به ... وما آفة الأخبار إلا رواتها ) .
آخر وردت المشرفة العالية أعلى الله نجم مرسلها وأسبغ أياديه وشكر جسيم تفضلها فابتهجت الأنفس بحلولها وحلل جمالها وعوملت بما يجب من إكرامها وإجلالها وفض ختامها ففاح منها أرج العبير والعنبر وتليت ألفاظها التي هي أبهى من الرياض وأحلى من السكر فأغنت كؤوس فصاحتها عن المدام وأزال ماؤها الزلال البارد حر الأوام وأعرب منشيها عما في ضميره من العتب والضيق الذي حصل في ذلك الصدر الرحب وهو يقسم بنعمته وبصادق محبته أنه لم يبد منه ما يوجب عليه عتبا ولا انثنى عن الثناء على محاسنه التي شغفته حبا فإن كان المولى قد توهم شيئا أحرجه وأقلقه وإلى أليم العتب شوقه فليزل ذلك الوهم من خاطره وليثق بما تحقق من موالاته في باطنه وظاهره ورأيه العالي .
آخر أعز الله عزماته وشكر جسيم تفضلاته .
ولا زالت نعمته باقية وقدمه إلى درج المعالي راقية وهمته إلى السمو على الكواكب سامية وسماء جوده على العفاة هامية وعزمته لثغور الإسلام حامية