متشرفا باسم نبيه ومتبركا في ذريته الشريفة بذكر سميه ولو ذابت المهج أسفا عليه لما انصفت وقد اسفت عليه الأمم بأسرها وحق لها أن اسفت نبتت لحومنا من صدقاته وغمرت المملوك والممالك مجزلات هباته وما نقل من قصره إلا إلى جنات النعيم وما فارق ملكه إلا وبات في جوار الله الكريم وكان سلطاننا وهو اليوم عند الله سلطان فسقى الله عهده صوب الرحمة والرضوان .
وبحمد الله قد جبرت القلوب المنصدعة بجلوس مولانا السلطان خلد الله ملكه على تخت السلطنة المعظمة والله معه وما جلس على كرسي الملك إلا أهله ولا قام بأمر المسلمين إلا من علم فضله ومولانا السلطان وارث الملك الناصري المنصور حقا والقائم بشأن السلطنة غربا وشرقا وخلاصة هذا البيت الشريف زاده الله نصرا وأدام ملكه دواما مستمرا والعيون الباكية قد قرت الآن بهذه البشرى والقلوب الثاكلة قد ملئت بهجة ( إن مع العسر يسر ) واستقر الإسلام بعد قلقه ونام على جفنه بعد أرقه واستقبلت الأمة عاما جديدا وسلطانا منصورا سعيدا واستبشرت القبلتان وتناجى بالمسرة الثقلان والذين كفروا أمسوا خائبين والذين آمنوا اضحوا فرحين ( هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين ) ومولانا السلطان هو العريق في سلطنة الإسلام والإمام الأعظم ابن الإمام فخلد الله ملكه ما دامت الأيام وأحسن عزاءه في خير سلطان الأنام وابتهلت الألسنة بالترحم على مولانا السلطان الشهيد قدس الله روحه بدموع سائلة وقلوب موجوعة بجراحات النياحات ثم عوضوا بالمسرات الكاملة والدعاء مرفوع لمولانا السلطان خلد الله ملكه برا وبحرا والبلاد مطمئنة والعساكر على ما يجب من التمسك بالطاعة الشريفة والتشريف بإقبال دولة سلطانهم ووارث سلطانهم وكان المملوك يود لو شاهد مولانا السلطان خلد