الصادق وأخبر عنه كتابه الناطق وهو حسب أمير المؤمنين وكافيه وناصره وواليه ونعم الوكيل والظهير والمولى والنصير وصلى الله على سيدنا محمد سيد المرسلين وإمام المتقين وآله الطيبين اجمعين وسلم تسليما .
وفي مثله من إنشاء احمد بن سعيد .
أحكام الله جل جلاله جارية على سبل جامعة لوجوه الحكمة منتظمة لأسباب الصلاح والمعدلة فمنها ما عرف الله أولياءه والمندوبين بطاعته والمجموعين بهدايته طريق المراد منه وسبب الداعي إليه والعلة فيما قضي من ذلك لحينه والصورة المقتضية له ومنها ما أستأثر بعلمه وطوى عن الخلق معرفة حاله فهو وإن اشكل عليهم موضع الحاجة إليه وموقع العائدة به ورؤي بهم اضطرابا في ظاهره عند تأملهم إياه بمقادير عقولهم ومبالغ افهامهم مبني على أوثق اساس الحكمة وأثبت أركان الصواب على الجملة وكيف لا يكون كذلك والله خالق الأشياء كلها وعالم بها قبل كونها في أحوال تكوينه إياها وبعده في منزع غاياتها ومقضي عواقبها فليس تخفى عليه خافية ولا تعزب عنه دانية ولا قاصية ولا يسقط عن معرفته فصل ما بين الخاطرين والوهمين في الخير والشر وما بين الجبلين والدربين في الوفور والغمور فكيف بما يبرزه الظهور ويخبر فيه عن موضع التدبير المحتاج فيه إلى إحكام الصنعة وإتقان التقدير ومن ظن أن شيئا من ذلك يخرج عن نهج الصواب ويخالف طريق الصلاح فقد ضل من حيث ضلل وغلط من حيث غلط واتصل سوء ظنه وفساد فكره بالزراية على فعل ربه تعالى عن قول المبطلين ورجم الشياطين .
ثم إن لله جل جلاله عادة في الجيشين المتحاربين والحزبين