المستعلي بالله صلى الله عليه التي قطعت من النفوس أملها وأسكنت الألباب جزعا وولها ويهنيك وإياهم بمتجدد دولته التي تهلل لها وجه الزمان واستهلت بها سحائب الفضل والإحسان وأمير المؤمنين يحمد الله الذي أقر الحق في منصبه وأفرده بما كان والده الإمام المستعلي بالله أفرد به .
فاعلم ما أعلمك أمير المؤمنين من هذا الخطب الجسيم والنبأ العظيم واشكر الله على ما جدده لك ولكافة المسلمين من النعمة بإمامة أمير المؤمنين التي أوفت بإساءة الزمان وجنايته وشفت من داء كلمه ونكايته وتقدم إلى الدعاء قبلك بأخذ البيعة على نفسك وعلى كافة من في ولايتك واستحمد إلى أمير المؤمنين أنت وهم بالإخلاص في طاعته والاجتهاد في مناصحته والتمسك بعصم مشايعته لتنالوا في العاجلة خطا جسيما وتحرزوا في الآجلة أجرا كريما ( ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما ) .
وطالع بالكائن منك بعد قراءة كتاب أمير المؤمنين على الحاضرين قبلك وإذاعته في الواردين عليك والمستوطنين عملك ليحمدوا الله على ما أنالهم بخلافة أمير المؤمنين من جميل الصنع العائد على العباد وصلاح البلاد وكتب في اليوم المذكور .
وهذه نسخة كتاب عن الآمر بأحكام الله المقدم ذكره كتب به إلى ولاة الأطراف بعد قراءة عهده مهنئا بخلافته وتجديد ولايته من إنشاء ابن الصيرفي ايضا وهي .
أما بعد فالحمد لله مولي المنائح من نعمه ومجزل العطايا من مواهبه وقسمه ومعود الصنع الجميل من لطفه وكرمه الذي له الحكم الظاهر عدله ولديه الطول الفائض فضله وعنده مفاتح الغيب وإليه يرجع الأمر كله