عنان القلم فيما كان ينبغي طي خبره وتعفي أثره وإخفاء سببه وتركه نسينا منسيا فضلا عن التبجح بذكره والتهنئة به إذ في ذلك مقابلة البحر بالثماد والروح بالجماد والشمس بالذبال والهدى بالضلال فلم يكمل له في ذلك المراد وأتى بما قالت له التهاني نحن في واد وأنت في واد وقابلناها مع ذلك بالقبول الذي اجتلى غررها وأحمدت لديه وردها وصدرها فأحطنا علما بما تضمنته من الأحوال التي أبداها والمتجددات التي عظم موقع نشرها عنده فأهداها .
وأما ما ذكره من أمر القلعة التي كان النائب بها لوالده شخصا اعتمد عليه وولاه مستحفظا ظنه مع تغاير الأحوال مؤتمنا على ما في يديه وأن ذلك الشخص بعد انتقال والده C طمع فيما استودع فجحد الوديعة والموادعة ورام المنازعة والمقاطعة وخالف وحالف وقارب العصيان وقارف وأنه في هذا الوقت قلع ذلك النائب من تلك القلعة المغتصبة وأراح من همه الناصب وأفكاره ووصبه إلى غير ذلك مما أورده على وجه البشرى لهذا السبب الضعيف وأبرزه في معرض التهنئة من هذا الأمر الطفيف وأراد أن يتكثر فيه بما لا مدخل له في كثرة وقله فذكر بروزه بجمعه إلى شخص واحد في قبالة ما اتصل به من نبإ كل موطن برز فيه الإسلام كله إلى الشرك كله وظاهر الأمر أن ذلك الشخص ما عصى بالمكان الذي كان فيه إلا لما رأى بالمملكة اليمنية من اضطراب الأحوال وأسباب الاختلاف والاختلال والوهن الذي حسن له الاحتراز والاختزال والخلوة التي حملته على أن طلب الطعن وحده والنزال وامتداد الأيدي العادية بكل جهة إلى ما يليها وضياع رعايا كل ناحية بالاشتغال عن افتقاد أحوال من يباشرها وانتقاد تصرف من يليها فهو الذي أوجب طمعه وقوى ضلعه وحمله من مركب العناد وأراه نظراءه بتلك الجهة ممن سلك الفساد