وأموالها فيتحكمون في ذلك تحكم من استحل موقفه في إباحة محارم الله ومقامه وأمن مكره الحائق بالظالمين وانتقامه ويستبيحون حريم كل بريء غافل لم يقارف ذنبا وطائع لا يستحق غارة ولا نهبا فأين كان من النظر عند هذا الفعل في حفظ عرب الطريق وكيف عزب عنه في هذا الرأي منهج التوفيق وهل تتصور الثقة بكل قبائل العرب عن إفساد الآبار والمصانع والعبث بكل مستطاع في المناهل والمشارع خاصة إذا علموا أن الذي ظلمهم وأباح حرمهم هو السالك للطريق آنفا والمتمكن فيهم من معاودة الأذى الذي أضحى كل به عارفا واستدراك الفارط في هذا الأمر المهم متعين ووجه الرأي فيه واضح متبين والإشارة في كتاب زعيم مكة إلى ما جرى من المعاهدة واستقرت القاعدة عليه من إعادة ارتفاعه المأخوذ ورسومه على التمام والكمال إليه أدل الأدلة على بعد النوبة من الالتئام ودخول الخلل عليها وانحلال النظام وتعذر الحج في المستقبل .
على أن من أفسدها لم يتأمل لنفسه طريق الصدر حين أوردها والألمعية السامية المعزية حرس الله عزها اللامحة ببديهتها العواقب المستشفعة سرائرها بالرأي الثاقب أهدى إلى تدبيرها بما يستدرك الفارط ويتلافى غلط الغالط ويعيد الأحوال إلى جدد الصلاح وسننه ويجريها على أجمل قانون مألوف وأحسنه وما أولاه بالتقديم في هذا المهم الذي لا أحق منه بالاهتمام والجد الصادق التام بما تطمئن به النفوس إلى صلاحه وانتظامه وارتفاع كل مخشي من الخلل الداخل عليه وانحسامه والإعلام في الجواب بما يقع السكون إلى معرفته ويحصل الأنس والشكر في مقابلته ورأي حضرة سيدنا أعلى إن شاء الله تعالى