هذه البلاد من الإرفاق والإرفاد والأخذ بالحظ الموفور من المدافعة والجهاد وأنتم أولى من جدد عهود قومه وكان غده في الفخر أكبر من يومه وقد ظهرت لله في حيز تلك الإيالة الزيانية نتيجة تلك المقدمات وعرفت بركة ما أسلفته من المكرمات .
وسنى الله سبحانه بين يدي وصول ما به تفضلتم وفي سبيله بذلتم أن فتح جيشنا حصنا من الحصون المجاورة لغربي مالقة يعرف بحصن قنيط من الحصون الشهيرة المعروفة والبقع المذكورة بالخصب الموصوفة ودفع الله مضرته عن الإسلام وأهله ويسره بمعهود فضله فجعلنا من ذلك الطعام الذي وجهتم طعمه حماته ونفقات رجاله ورماته اختيارا له في أرضى المرافق في سبل الخير وجهاته .
وأما نحن فإن ذهبنا إلى تقرير ما عندنا من الثناء على معالي ملككم الأصيل البناء والاعتداد بمقامكم الرفيع العماد والاستناد إلى ولائكم الثابت الإسناد لم نبلغ بعض المراد ولا وفى اللسان بما في الفؤاد فمن الله نسأل أن يجعله في ذاته وذريعة إلى مرضاته ومرادنا من فضلكم العميم وودكم السليم أن تحسبوا هذه الجهة كجهتكم فيما يعرض من الأغراض لنعمل في تتميمها بمقتضى الود العذب الموارد الكريم الشواهد والله يصل سعدكم ويحرس مجدكم والسلام .
الضرب الثاني أن يقع الابتداء بالمقر .
والرسم فيه أن يقال المقر وينعت ثم يقال مقر فلان وينعت بالألقاب ثم يذكر المكتوب عنه .
ثم يقال أما بعد حمد الله ويؤتى على الخطبة إلى آخرها ثم يقال فإنا كتبناه لكم من موضع كذا يتخلص إلى المقصد بلفظ وإلى هذا فإن كذا وكذا ويؤتى على المقصد إلى آخره ويختم بالسلام .
كما كتب ابن الخطيب عن سلطانه ابن الأحمر إلى عجلان سلطان مكة