استعاد للحق المسلم إليه والموهبة التي ضفت جلابيبها عليه بل جعل الله ذاك إلى امتحان صبره سبيلا وعلى وفور أجره دليلا وبإبادة كل ناعق في الفتنة كفيلا لتزداد أنوار علاه نضارة وحسنا وأعلام جلاله سعادة ويمنا ورباع عزه سكونا وأمنا لطفا منه جلت آلاؤه في ذلك ومنا وتلا هذه النعمة التي جددت عهود الشرع وافية النضارة وأزالت عن الدين مفاسده العارضة ومضاره ما سهله الله وهناه وأجزل به صنيعه الجزيل وأسناه من ظفر السرايا التي توردها لاصطلام اللعناء واجتياحهم وحسم فسادهم وهدم عراصهم وإخماد ما أضرموه من نار الشرك وشبوه وإبطال ما أحدثوه من رسم الجور وسنوه وأفضى الحال إلى النصر على الأعداء من كل جانب وقهر كل منحرف عن الرشاد ومجانب وحلول التأييد على الرايات المنصورة العباسية التي لم تزل مكنوفة على صرف الدهر أشياعها وأنصارها وإجلاء الحرب عن قتل اللعين البساسيري وأخذ راسه وتكذيب ظنه في احرازه من طوارق الغير واحتراسه وإراحة الأرض وأهلها من دنسه وعدوانه وكون من ضامه من طبقات العرب والأكراد والأتراك البغداديين والعوام بين قتيل مرمل بدمه وأسير تلقى المنون بغصة أسفه وندمه وصريع في بقية من ذمائه وهارب والطلب واقع من ورائه فأنجز الله وعده في هذا المارق والعبد الآبق الذي غره إمهال الله تعالى إياه فنسي عواقب الإهمال في الغواية والإمهال في الطغيان إلى أقصى الحد والغاية وحمل رأسه إلى الباب العزيز فتقدم بالتطواف به في جانبي مدينة السلام وشهره إبانة عن حاله وإيضاحا لجلية أمره وكفي