وارتقابه وادراعا لملابس الخزي في الدنيا والآخرة واتباعا لداعي الضلالة المغوية في البدء والخاتمة فاقتضى حكم الاستظهار الانتقال من دار الخلافة بمدينة السلام إلى حديثة عانة لما هي عليه من امتناع الجانب وشدة الحصانة إلى أن أسفر خطب شاهنشاه ركن الدين أمتع الله به عن إدراك المطالب وتيسر المصاعب فعاد بنصرة الدولة العباسية الإمامية القائمية مستنفدا في ذلك أقسام الوسع والاجتهاد ومستنجدا بمعونة الله تعالى على إبادة الكفر بصنوف القراع والجهاد ولم يزل ساعيا في إزالة العار وانتزاع المغتصب وارتجاع المستعار إلى أن صدق الله تعالى الأمل وحققه وأصفى منهل العز من كل ما شابه ورنقه وأطلع شمس الحق بعد غروبها ومن بخضد شوكة الباطل وفل غروبها .
وعاد أمير المؤمنين إلى دار ملكه ومقر مجده في يوم كذا ضافية على راياته جلابيب النصر والظفر جارية على إرادته تصاريف القضاء والقدر بيمن نقيبة شاهنشاه الذي أدى في الطاعة الفرض والواجب وتمسك من المشايعة بأفضل ما تضم عليه الرواجب وغدا للدولة عضدا موفيا على الأمثال في دفعه عن الإسلام وذبه ومتقمصا للجلال بحسن إخلاصه في حالتي بعده وقربه وما زالت ثقة أمير المؤمنين مستحكمة بالله تعالى عندما ألم به من تلك الحال ودهم من الخطب المحتف به سطوة الاشتداد والاستفحال في إجرائه على ما ألفه من النصر والإعزاز وإظهار آلائه في تأييده والإعجاز إذ لم يكن ما عراه