وهاتان نسختا كتابين الأولى منهما كتب بها أبو إسحاق الصابي عن عز الدولة بن بويه جوابا عن كتاب وصل إليه عن أخيه عضد الدولة يخبره بمولود ولد له والثانية عارض بها علي بن حمزة المذكور أبا إسحاق الصابي في ذلك بألفاظ أخرى مع اتحاد المعنى .
فأما التي كتب بها أبو إسحاق الصابي عن عز الدولة إلى عضد الدولة فهي .
وصل كتاب سيدي الأمير عضد الدولة أطال الله بقاءه بالخبر السار للأولياء الكابت للأعداء في الولد الحبيب الأثير والسيد المقيل الخطير الذي زاد الله به في عددنا وجدد نعمه عندنا وحقق فيه آمالنا والآمال لنا فأخذ ذلك مني مأخذ الاغتباط ونزل عندي أعلى منازل الابتهاج وسألت الله تعالى أن يختصه بالبقاء الطويل والعمر المديد وأن يجعل مواهبه لسيدي الأمير نامية بنموه ناشية بنشوه ليكون كل يوم من أيامه ممدا له من فضله عادة وواعدا له من غده بزيادة ومحدثا لديه منحة تتضاعف إلى ما سبق من أمثالها ومجددا له عازمة تتلو ما سلف من أشكالها وأن يريه إياه غرة في وجه دولته ووارثا بعد سالفه البقاء لمنزلته قائما للملك قيامه وسادا منه مكانه ويهب له بعد الأكابر النجباء السابقين أترابا من الإخوة لاحقين تابع منهم من مباراة المتبوع وشافع من مجاراة المشفوع في فائدة تقدم بمقدمه وعائدة ترد بمورده ويحرس هذه السعادة من خلل يعترض اتصالها أو فترة يخترم زمانها أو نائبة تشوبها أو تنغصها أو رزية تثلمها أو تنقصها إلا أنها الأمد الأبعد والعمر الأطول ثم تفضي به غضارة هذه الدار الدنيا إلى قرارة الدار الأخرى مبوأ أوفى مراتبها مبلغا أقصى مبالغها حالا أرفع درجاتها مختصا بأنعمها مبتهجا بها مستثمرا ما قدمه لصالح سعيه