وآثر رضاه وطلب ما عنده أمسك لسانه وأطبق فاه وجعل سعيه لما وراه .
فقال علي Bه مهلا يا أبا حفص والله ما بذلت وأنا أريد نكثه ولا أقررت ما أقررت وأنا أبتغي حولا عنه وإن أخسر الناس صفقة عند الله من آثر النفاق واحتضن الشقاق وفي الله سلوة عن كل حادث وعليه التوكل في جمع الحوادث ارجع يا أبا حفص إلى مجلسك ناقع القلب مبرود الغليل فسيح اللبان فصيح اللسان فليس وراء ما سمعت وقلت إلا ما يشد الأزر ويحط الوزر ويضع الإصر ويجمع الألفة بمشيئة الله وحسن توفيقه .
قال أبو عبيدة Bه فانصرف علي وعمر Bهما وهذا أصعب ما مر علي بعد رسول الله .
ومن ذلك كلام عائشة Bها في الانتصار لأبيها .
يروى أنه بلغ عائشة Bها أن أقواما يتناولون أبا بكر Bه فأرسلت إلى أزفلة من الناس فلما حضروا أسدلت أستارها وعلت وسادها ثم قالت أبي وما أبيه أبي والله لا تعطوه الأيدي ذاك طود منيف وفرع مديد هيهات كذبت الظنون أنجح إذ أكديتم وسبق إذ ونيتم سبق الجواد إذا استولى على الأمد فتى قريش ناشئا وكهفها كهلا يفك عانيها ويريش مملقها ويرأب شعبها ويلم شعثها حتى حليته قلوبها ثم استشرى في دين الله فما برحت شكيمته في ذات الله D حتى اتخذ بفنائه مسجدا يحيى فيه ما أمات المبطلون وكان C غزير الدمعة وقيذ الجوانح شجي النشيج فانقضت إليه نسوان مكة وولدانها يسخرون منه