من فقده فهو وقذك ولم يقذ غيرك بل مصابه أعظم وأعم من ذلك وإن من حق مصابه أن لا تصدع شمل الجماعة بفرقة لا عصام لها ولا يؤمن كيد الشيطان في بقائها هذه العرب حولنا والله لو تداعت علينا في صبح نهار لم نلتق في مسائه وزعمت أن الشوق إلى اللحاق به كاف عن الطمع في غيره فمن علامة الشوق إليه نصرة دينه وموازرة أوليائه ومعاونتهم وزعمت أنك عكفت على عهد الله تجمع ما تفرق منه فمن العكوف على عهد الله النصيحة لعباد الله والرأفة على خلق الله وبذل ما يصلحون به ويرشدون عليه وزعمت أنك لم تعلم أن التظاهر واقع عليك وأي حق لط دونك قد سمعت وعلمت ما قال الأنصار بالأمس سرا وجهرا وتقلبت عليه بطنا وظهرا فهل ذكرت أو أشارت بك أو وجدت رضاهم عنك هل قال أحد منهم بلسانه إنك تصلح لهذا الأمر أو أومأ بعينه أو هم في نفسه أتظن أن الناس ضلوا من أجلك وعادوا كفارا زهدا فيك وباعوا الله تحاملا عليك لا والله لقد جاءني عقيل بن زياد الخزرجي في نفر من أصحابه ومعهم شرحبيل بن يعقوب الخزرجي وقالوا إن عليا ينتظر الإمامة ويزعم أنه أولى بها من غيره وينكر على من يعقد الخلافة فأنكرت عليهم ورددت القول في نحرهم حيث قالوا إنه ينتظر الوحي ويتوكف مناجاة الملك فقلت ذاك أمر طواه الله بعد نبيه محمد أكان الأمر معقودا بأنشوطه أو مشدودا بأطراف ليطه كلا والله لا عجماء بحمد الله إلا أفصحت ولا شوكاء إلا وقد تفتحت ومن أعجب شأنك قولك ولولا سالف عهد وسابق عقد لشفيت غيظي وهل ترك الدين لأهله أن يشفوا غيظهم بيد أو بلسان تلك جاهلية وقد استأصل الله شأفتها واقتلع جرثومتها وهور ليلها وغور سيلها وأبدل منها الروح والريحان والهدى والبرهان وزعمت أنك ملجم ولعمري إن من اتقى الله