الشبيبة غافل عما يشيب ويريب لا تعي ما يراد ويشاد ولا تحصل ما يساق ويقاد سوى ما أنت جار عليه إلى غايتك التي إليها عدل بك وعندها حط رحلك غير مجهول القدر ولا مجحود الفضل ونحن في أثناء ذلك نعاني أحوالا تزيل الرواسي ونقاسي أهوالا تشيب النواصي خائضين غمارها راكبين تيارها نتجرع صابها ونشرج عيابها ونحكم آساسها ونبرم أمراسها والعيون تحدج بالحسد والأنوف تعطس بالكبر والصدور تستعر بالغيظ والأعناق تتطاول بالفخر والشفار تشحذ بالمكر والأرض تميد بالخوف لا ننتظر عند المساء صباحا ولا عند الصباح مساء ولا ندفع في نحر امرىء إلا بعد أن نحسو الموت دونه ولا نبلغ مرادا إلا بعد الإياس من الحياة عنده فادين في جميع ذلك رسول الله بالأب والأم والخال والعم والمال والنشب والسبد واللبد والهلة والبلة بطيب أنفس وقرة أعين ورحب أعطان وثبات عزائم وصحة عقول وطلاقة أوجه وذلاقة ألسن هذا مع خفيات أسرار ومكنونات أخبار كنت عنها غافلا ولولا سنك لم تكن عن شيء منها ناكلا كيف وفؤادك مشهوم وعودك معجوم والآن قد بلغ الله بك وأنهض الخير لك وجعل مرادك بين يديك وعن علم أقول ما تسمع فارتقب زمانك وقلص أردانك ودع التقعس والتجسس لمن لا يظلع لك إذا خطا ولا يتزحزح عنك إذا عطا فالأمر غض والنفوس