قسطنطينية دفعه ميخائيل عن الملك والتزم لألب أرسلان ما انعقد عليه الصلح .
وترهب أرمانوس وترك الملك .
إلى هنا انتهى كلام ابن الأثير .
ثم توالت عليها ملوك الروم واحدا بعد واحد إلى اخر المائة السادسة .
وكان ملك القسطنطينية يومئذ قد تزوج أخت الفرنسيس ملك الفرنجة فولد له منها ابن ذكر .
ثم وثب بالملك أخوه فسمله وملك مكانه ولحق الابن بخاله الفرنسيس فوجده قد جهز الأساطيل لارتجاع بيت المقدس وفيها ثلاثة من ملوك الفرنجة وهم كيدقليس أحد ملوكهم وهو أكبرهم ودوقس البنادقة والمركين مقدم الفرنسيس فأمرهم الفرنسيس بالجواز على القسطنطينية ليصلحوا بين ابن أخته وبين عمه ملك الروم .
فلما وصلوا إلى مرسى القسطنطينية خرج إليهم عمه وحاربهم فهزموه ودخلوا البلد وأجلسوا الصبي على سرير الملك وساء أمرهم في البلد وصادروا أهل النعم وأخذوا أموال الكنائس وثقلت وطأتهم على الروم فعقلوا الصبي وأخرجوهم من البلد وأعادوا عم الصبي إلى الملك .
ثم هجم الفرنج البلد وأستباحوها ثمانية أيام حتى أقفرت وقتلوا من بها من القسيسين والرهبان والأساقفة وخلعوا الصبي واقترع ملوك الفرنج الثلاثة على الملك فخرجت القرعة على كيدقليس كبيرهم فملكوه على القسطنطينية وما يجاورها .
وجعلوا لدوقس البنادقة الجزائر البحرية مثل أقريطش ورودس وغيرهما وللمركين البلاد التي في شرقي الخليج مثل أرسوا ولارتو في جوار سليمان بن قليج أرسلان فلم يحصل لأحد منهم شيء من ذلك إلا لمن أخذ شرقي الخليج .
ثم تغلب على القسطنطينية بطريق من بطارقة الروم شهرته لشكري واسمه ميخائيل فدفع عنها الفرنج وملكها وقتل الذي كان ملكا قبله وعقد معه الصلح الملك المنصور قلاوون الصالحي صاحب مصر والشام وتوفي سنة إحدى وثمانين وستمائة .
وملك بعده ابنه ياندر وتلقب الدوقس وشهرتهم جميعا اللشكري