وغالبها جملونات وبها مساجد وأسواق وحمامات وبعض حماماتها من أعين حارة تنبع من الأرض كذلك كما في طبرية بالشام ولها سور عظيم وبوسطها قلعة شاهقة مرتفعة البناء بها سكن سلطانها وفيها قصور عظيمة متعددة وجامع وثلاث حمامات .
وخارج ربض المدينة نهران .
أحدهما يسمى ككدار بضم الكاف الأولى وسكون الثانية وفتح الدال والراء المهملتين وألف في الاخر ومعناه واد أزرق سمي بذلك لأنه يخرج من جبل أزرق وتقطع منه الحجارة بشدة جريه فتجري منه بجريان الماء فيأخذها من عليه من أهل تلك النواحي فيعمر بها ومعظم عمارة برسا منها .
والنهر الثاني يسمى منرباشي في قدر الفرات يشق المدينة ويمر في جامعها وبها جبل عظيم اسمه كمش به معدن فضة سمي باسم الفضة .
وبرسا هذه هي مقر مملكة أولاد عثمان جق الذين هم الان رؤوس ملوكها .
وقد ذكر في التعريف أن صاحبها في زمانه كان أرخان بن عثمان وذكر في مسالك الأبصار عن الشيخ حيدر العريان أن عسكره نحو خمسة وعشرين ألفا وأن بينه وبين صاحب القسطنطينية الحروب وأيامها بينهم تارات له في غالبها على صاحب القسنطنطينية الغلب وملك الروم يداريه على مال يحمله إليه في كل هلال .
قال ولقد جاز الجزيرة إلى بلاد النصارى وعاث في نواحيها وشد على بطارقتها لا على فلاحيها وألقى علوجها بحيث تعتلج سيول الدماء وتختلج سيوف النصر من الأعداء وسيأتي ذكر ما انتهى إليه فتحه من بر القسطنطينية بعد هذا في الكلام على ملوك هذه المملكة فيما بعد إن شاء الله تعالى .
القاعدة الثامنة أكيرا .
قال في مسالك الأبصار وهي تجاور مملكة برسا اخذة إلى الشمال وجبل القسيس جنوبيها وسنوب شماليها وهي طريق من طرق سنوب وقلاعها وعساكرها كثيرة .
ومنها يخرج الحرير الكثير واللاذن إلى