فاعتقل بالقلعة حتى مات واستقر مرقشنكز في ملك النوبة على جزية يؤديها في كل سنة إلى أن كانت دولة المنصور قلاوون ثم استقر بمملكة دنقلة في الدولة المنصورية قلاوون رجل اسمه سيمامون وغزته عساكر قلاوون سنة ثمانين وستمائة .
ثم ملكهم في أيام الناصر محمد بن قلاوون رجل اسمه أمي وبقي حتى توفي سنة ست عشرة وسبعمائة .
وملك بعد دنقلة أخوه كرنبس .
ثم خرج من بيت الملك منهم رجل اسمه نشلى فهاجر إلى مصر وأسلم وحسن إسلامه وأقام بمصر بالأبواب السلطانية وأجرى عليه السلطان الملك الناصر رزقا ولم يزل حتى امتنع كرنبس من أداء الجزية سنة ست عشرة وسبعمائة فجهز إليه السلطان العساكر مع نشلى المقدم ذكره وقد تسمى عبد الله ففر كرنبس إلى بلاد الأبواب فاستقر عبد الله نشلى في ملك دنقلة على دين الإسلام ورجعت العساكر إلى مصر وبعث الملك الناصر إلى ملك الإبواب في أمر كرنبس فبعث به إليه فأسلم وأقام بباب السلطان وبقي نشلى في الملك حتى قتله أهل مملكته سنة تسع عشرة وسبعمائة فبعث السلطان كرنبس إليهم فملكهم وانقطعت الجزية عنهم من حين أسلم ملوكهم .
قال في العبر ثم انتشرت احياء جهينة من العرب في بلادهم واستوطنوها وعاثو فسادا وعجز ملوك النوبة عن مدافعتهم فصاهروهم مصانعة لهم وتفرق بسبب ذلك ملكهم حتى صار لبعض جهينة من أمهاتهم على رأي العجم في تمليك الأخت وابن الأخت فتمزق ملكهم واستولت جهينة على بلادهم ولم يحسنوا سياسة الملك ولم ينقد بعضهم إلى بعض فصاروا شيعا ولم يبق لهم رسم ملك وصاروا رحالة بادية