ولما خاف بنو أيوب نور الدين الشهيد صاحب الشام على أنفسهم حين هم بقصدهم بعث السلطان صلاح الدين أخاه شمس الدولة إلى النوبة ليأخذها لتكون موئلا لهم إذا قصدهم فرأوها لا تصلح لمثلهم فعدلوا إلى اليمن واستولوا عليها وجعلوها كالمعقل لهم .
قال ابن سعيد ودين أهل هذه البلاد النصرانية .
قال في مسالك الأبصار ومن هذه البلاد نجم لقمان الحكيم ثم سكن مدينة أيلة ثم دخل إلى بيت المقدس ومنها أيضا ذو النون المصري الزاهد المشهور وإنما سمي المصري لأنه سكن مصر فنسب إليها .
وكان ملوكها في الزمن القديم وسائر أهلها على دين النصرانية فلما فتح عمرو بن العاص Bه مصر غزاهم .
قال في الروض المعطار فراهم يرمون الحدق بالنبل فكف عنهم وقرر عليهم إتاوة في كل سنة .
قال صاحب العبر وعلى ذلك جرى ملوك مصر بعده وربما كانوا يماطلون بذلك ويمتنعون من أدائه فتغزوهم عساكر المسلمين من مصر حتى يطيعوا إلى أن كان ملكهم في أيام الظاهر بيبرس C رجلا اسمه مرقشنكز وكان له ابن أخ اسمه داود فتغلب عليه وانتزع الملك من يده واستفحل ملكه بها وتجاوز حدود مملكته قريب أسوان من اخر صعيد الديار المصرية فقدم مرقشنكز المذكور على الظاهر بيبرس بالديار المصرية واستنجده على ابن أخيه داود المذكور فجهز معه العساكر إلى بلاد النوبة فانهزم داود ولحق بمملكة الأبواب من بلاد السودان فقبض عليه ملكها وبعث به مقيدا إلى الظاهر بيبرس