ولما فشلت ريح بني عبد المؤمن في زمن المستنصر بن الناصر استولى الفنش على جميع ما فتحه المسلمون من معاقل الأندلس ثم هلك الفنش .
وولي ابنه هراندة وكان أحول وبذلك يلقب فارتجع قرطبة وإشبيلية من أيدي المسلمين .
وزحف ملك أرغون في زمنه فاستولى على ماردة وشاطبة ودانية وبلنسية وسرقسطة والزهراء والزاهرة وسائر القواعد والثغور الشرقية وانحاز المسلمون إلى سيف البحر وملكوا عليهم ابن الأحمر بعد ولاية ابن هود .
وكان استرجاع الطاغية ماردة سنة ست وعشرين وستمائة وميورقة سنة سبع وعشرين وبلنسية سنة ست وثلاثين وسرقسطة وشاطبة قبل ذلك بزمن طويل .
ثم هلك هراندة وولي ابنه شانجة ثم هلك سنة ثلاث وتسعين .
وولي ابنه هراندة وكان بينه وبين عساكر يعقوب بن عبد الحق سلطان الغرب الواصلة إلى الأندلس حروب متصلة الغلب فيها لعساكر ابن عبد الحق ثم خرج على هراندة هذا ابنه شانجة فوفد هراندة على السلطان يعقوب بن عبد الحق فقبل يده واستجاشه على ولده شانجة فقبل وفادته وأمده بالمال والعساكر ورهن عنده على المال التاج المعروف من ذخائر سلفهم فهو عند بني عبد الحق إلى الان .
ثم هلك هراندة سنة ثلاث وثلاثين وستمائة واستقل ابنه شانجة بالملك ووفد على يوسف بن يعقوب بالجزيرة الخضراء بعد مهلك أبيه يعقوب ابن عبد الحق وعقد معه الهدنة ثم نقض واستولى على مدينة طريف سنة ثلاث وتسعين وستمائة ثم هلك سنة ثنتي عشرة وسبعمائة