وتسعين وثلثمائة فاستقل أدفونش بأمره وطلب القواميس المتعذرين على أبيه وعلى من سلف من قومه مثل بني أرغومس وبني فردلند المتقدم ذكرهم بالطاعة فأطاعوا ودخلوا تحت أمره .
ثم جاءت الفتنة البربرية على رأس المائة الرابعة فضعف أمر المسلمين وتغلب النصارى على ما كان المنصور تغلب عليه بقشتالة وجليقية ولم يزل أدفونش بن برمند ملكا على جليقية وأعمالها ثم كان الملك من بعده في عقبه إلى أن كان ملوك الطوائف وتغلب المرابطون ملوك الغرب من لمتونة على ملوك الطوائف بالأندلس على ما سيأتي في الكلام على مكاتبة ابن الأحمر ملك المسلمين بالأندلس .
وفي بعض التواريخ أن ملك قشتالة الذي ضرب الجزية على ملوك الطوائف في سني خمسين وأربعمائة هو البيطبين وأنه لما هلك قام بأمره بنوه فردلند وغرسية وردمير .
وولي أمرهم فردلند ثم هلك وخلف شانجة وغرسية والفنش فتنازعوا ثم خلص الملك للفنش واستولى على طليطلة سنة ثمان وسبعين وأربعمائة وعلى بلنسية سنة تسع وثمانين وأربعمائة ثم ارتجعها المرابطون من يده حتى استعادها النصارى سنة ست وثلاثين وستمائة .
وهلك الفنش سنة إحدى وخمسمائة .
وقام بأمر الجلالقة بنته وتزوجت ردمير ثم فارقته وتزوجت بعده قمطا من أقماطها فأتت منه بولد كانوا يسمونه السليطين .
وأوقع ابن ردمير بابن هود سنة ثلاث وخمسمائة الواقعة التي استشهد فيها وملك منه سرقسطة .
وفي بعض التواريخ أن النصارى في زمن المنصور أبي يعقوب ابن امير المؤمنين يوسف بن عبد المؤمن كان دائرا بين ثلاثة من ملوكهم الفنش والبيبوح وابن الزند وكبيرهم الفنش