وبويع ابنه محمد وهو محمد بن يوسف بن محمد المخلوع بن يوسف بن إسماعيل ابن الرئيس أبي سعيد فرج بن إسماعيل بن يوسف بن نصر وقام بأمره محمد الخصاصي القائد من جماعة أبيه وقد شغل الله طاغية الكفر بما وقع بينه وبين أخيه من الفتن المستأصلة فامتنع صاحب الأندلس عما كان يؤديه من الإتاوة للنصارى في كل سنة وامتنع ذلك من استقبال سنة ثنتين وسبعين وسبعمائة وإلى هذا الوقت .
( ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال ) .
واعلم أنه لما افتتح المسلمون الأندلس أجفلت أمم النصرانية أمامهم إلى سيف البحر من جانب الجوف وتجاوزوا الدروب من وراء قشتالة واجتمعوا بجليقية وملكوا عليهم بلاية بن قاقلة فأقام في الملك تسع عشرة سنة وهلك سنة ثلاث وثلاثين ومائة من الهجرة .
وولي ابنه قاقلة سنتين ثم هلك فولوا عليهم بعده أدفونش بن بطرة من الجلالقة أو القوط واتصل الملك في عقبه إلى الان فجمعهم أدفونش المذكور على حماية ما بقي من أرضهم بعد ما ملك المسلمون عامتها وانتهوا إلى جليقية وهلك سنة ثنتين وأربعين ومائة لثمان عشرة سنة من ملكه .
وولي بعده ابنه فرويلة إحدى عشرة سنة قوي فيها سلطانه وقارنه اشتغال عبد الرحمن الداخل أول خلفاء بني أمية بتمهيد أمره فاسترجع مدينة لك وبرتقال وسمورة وسلمنقة وشقوبية وقشتالة بعد أن فتحها المسلمون وصارت في مملكتهم وهلك سنة ثنتين وخمسين .
وولي ابنه أور بن فرويلة ست سنين وهلك سنة ثمان وخمسين