وبويع بعده أبو محمد عبد الواحد بن يوسف بن عبد المؤمن وهو أخو المنصور ويعرف بالمخلوع .
وكان الوالي بالمرسية من الأندلس أبو محمد عبد الله بن يعقوب بن المنصور بن يوسف بن عبد المؤمن .
فثار بالأندلس ودعا لنفسه وتلقب العادل واتصل الخبر بمراكش فاضطرب الموحدون على المخلوع وبعثوا ببيعتهم إلى العادل بالآندلس وبادر العادل إلى مراكش فدخلها وبقي حتى قتل بها أيام الفطر سنة أربع وعشرين وستمائة .
وكان أخوه إدريس بن المنصور بإشبيلية من الأندلس فدعا لنفسه وبويع وبعث الموحدون ببيعتهم إليه ثم قصد مراكش فهلك في طريقه بوادي أم ربيع مفتتح سنة ثلاثين وستمائة وتغلب ابن هود على سبتة .
وبويع بعده ابنه المأمون عبد الواحد بن إدريس فلقب الرشيد ودخل إلى مراكش فبايعوه وبقي حتى توفي سنة أربعين وستمائة .
وبويع بعده أخوه أبو الحسن علي السعيد ولقب المعتضد بالله وقام بالأمر ثم سار إلى تلمسان فكان بها مهلكه على يد بني عبد الواد في صفر سنة ست وأربعين وستمائة وكان فيها استيلاء النصارى على إشبيلية .
ثم اجتمع الموحدون على بيعة أبي حفص عمر بن أبي إسحاق بن يوسف بن عبد المؤمن فبايعوه ولقب المرتضى وكان بسلا فقدم إلى مراكش .
وفي أيامه استولى أبو يحيى بن عبد الحق المريني جد السلطان أبي الحسن على مدينة فاس سنة سبع وأربعين وستمائة واستبد العزفي بسبتة .
ثم انتقض على المرتضى قائد حروبه أبو العلاء الملقب بأبي دبوس بن أبي عبد الله محمد بن أبي حفص بن عبد المؤمن ففر منه واجتمع عليه جموع