استولوا عليها من أيديهم واستولى على سائر بلاد أفريقية وعاد إلى الغرب في سنة ست وخمسين وخمسمائة .
وتوفي بسلا من الغرب الأقصى في جمادى الاخرة سنة ثمان وخمسين .
وبويع بعده ابنه أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن فاستولى على ما كان بيد أبيه من العدوتين وافريقية واشتغل بإصلاح الممالك وجهاد العدو وأجاز إلى الأندلس لجهاد النصارى وقتل في بعض غزواته فيه بسهم أصابه .
وقيل مرض فمات سنة ثمانين وخمسمائة .
وبويع ابنه يعقوب بن يوسف بإشبيلية عقب وفاته وتلقب بالمنصور فاستولى على ما كان بيد أبيه من الممالك إلى الأندلس وكان له مع العدو وقائع ومرض بالأندلس فمات سنة خمس وتسعين وخمسمائة .
وبويع ابنه محمد ولي عهده وتلقب الناصر لدين الله ورجع إلى بلاد المغرب .
وفي أيامه ثار ابن غانية على أفريقية وتغلب عليها وولى أبا محمد ابن الشيخ أبي حفص عليها فاستقرت بها قدم بنيه إلى الأن وأجاز إلى الأندلس ونزل إشبيلية والتقى مع العدو في صفر سنة تسع وستمائة وابتلي المسلمون في ذلك اليوم ورجع إلى مراكش فمات في شعبان من السنة المذكورة .
وبويع ابنه يوسف بن محمد سنة إحدى عشرة وستمائة وهو ابن ست عشرة سنة ولقب المستنصر بالله وتأخر أبو محمد ابن الشيخ أبي حفص عن بيعته لصغر سنه وغلب عليه مشيخة الموحدين فقاموا بأمره .
وبقي المستنصر حتى مات يوم الأضحى سنة ست وعشرين وستمائة