استبد وتلقب المعتز وبقي حتى مات سنة إحدى وعشرين وثلثمائة قبل موت المهدي .
وولي من بعده ابنه أبو المنتصر محمد بن المعتز فأقام عشرا ثم هلك .
وولي من بعده ابنه المنتصر سمكو شهرين ودبرته جدته لصغره .
ثم ثار عليه ابن عمه محمد بن الفتح بن ميمون الأمير وتغلب عليه وشغل عنه بنو عبيد الله المهدي بفتنة ابن أبي العافية وغيرها فدعا لنفسه مموها بالدعاء لبني العباس وتلقب الشاكر لله وأخذ بمذاهب أهل السنة ورفض الخارجية وكان جميع من تقدم من سلفه على رأي الأباضية والصفرية من الخوارج وضرب السكة باسمه ولقبه وبقي كذلك حتى فرغ بنو عبيد الله من الفتن فزحف القائد جوهر أيام المعز لدين الله معد إلى المغرب سنة سبع وأربعين وثلثمائة فغلب على سجلماسة وملكها وفر محمد بن الفتح عنها ثم قبض عليه جوهر بعد ذلك وحمله إلى القيروان .
فلما انتقض المغرب على العبيديين وفشت فيه دعوة الأمويين بالأندلس ثار بسجلماسة قائم من ولد الشاكر وتلقب المنتصر بالله ثم وثب عليه أخوه أبو محمد سنة اثنتين وخمسين فقتله وقام بالأمر مكانه وتلقب المعتز بالله وأقام على ذلك مدة وأمر مكناسة يومئذ قد تداعى إلى الانحلال وأمر زناتة قد استفحل بالمغرب إلى أن زحف خزرون بن فلفول من ملوك مغراوة إلى سجلماسة سنة ست وستين وثلثمائة وبرز إليه أبو محمد المعتز فهزمه خزرون وقتله واستولى على بلده وبعث برأسه إلى قرطبة مع كتابه بالفتح وكان ذلك لأول حجابة المنصور بن أبي عامر بقرطبة فعقد لخزرون على